حب في الباطنية - الفصل الأول

 

توبة وخوف

قاتل المائة نفس

مستوحاة من قصة قاتل المائة نفس 

استيقظ سعيد فزعا من نومه علي أثر حلم يؤرق نومه منذ عدة أيام وجلس علي طرف السرير قرابة النصف ساعة يتذكر نفس الأحداث التي تكرر نفسها كل مرة .

قاتل المائة نفس

وفيها يجد نفسه يسبح في نهر أحمر بلون الدم ثم فجأة يتحول هذا النهر الي اللون الأبيض وهو يسبح فيه بخوف ورهبة ليفاجأ بيد تجذبه لأسفل تريد أن تغرقه في النهر وهو يقاوم ويقاوم ثم فجأة يستيقظ من نومه فزعا .

أحس سعيد بأن أمر هام في حياته علي وشك الحدوث وأن هذا الحلم رسالة له تحمل معاني كثيرة .

أفاق سعيد علي صوت تليفونه المحمول ليجد رقم صديقة جمال الذي يبادر بالكلام : انا منتظرك يا سعيد علي القهوة تعال بسرعة .

قاتل المائة نفس

فينهض سعيد من فراشه متأففا وهو يستعد لمقابلة صديقه جمال

أثناء سيره بالطريق يتذكر أول جريمة ارتكبها في حياته عندما سرق بضعة جنيهات من سروال أبيه ليشتري بها سجائر تاركا أخيه الصغير يوسعه الأب ضربا بعد اتهامه بالسرقة وتبرئة سعيد منها.

وتمضي به الذكريات ليفاجأ بدمعه تنزل من عينه عندما يتذكر اول جريمة قتل ارتكبها

سعيد : مستحيل اكمل معاكم في الطريق ده

جمال بنبرة فيها حده : انت فاهم معني كلامك , انت بكده بتكتب شهادة وفاتك بايدك

ثم لانت لهجته فجأة وهو يقول : افهمني يا سعيد احنا شغالين مع ناس مبترحمش ولازم تعر.....

فيقاطعه سعيد بعناد : مفيش عندي كلام تاني

ثم يتركه وينصرف في حيرة شديدة وهو لا يعرف الي أين يذهب ولا اي باب يطرق ولكنه علي يقين بأن هذه الأحلام التي تراوده ما هي الا رسالة لها معني ومضمون بأن أمر هام وتغيير كبير في حياته علي وشك الحدوث.

قاتل المائة نفس

تذكر فجأة صديق قديم لأبيه وهو شيخ أزهري كان الأب يحرص علي زيارته ويستفتيه في أمور الدين و أمور الدنيا وكان الأب أحيانا ياخذ سعيد معه لزيارة الشيخ.

فقرر سعيد الذهاب لزيارة الشيخ وقلبه كله حيرة وهم وظل يتكلم مع الشيخ قرابة الثلاث ساعات حكي فيها للشيخ كل ما يدور في ذهنه ويؤلم قلبه ثم خرج من عند الشيخ وعينه تذرف دموعا بعد أن ذكر له الشيخ قصه مؤثرة لرجل قتل مائة نفس ثم تاب الله عليه وأدخله الجنة .

انطلق سعيد مقررا ترك مدينته التي نشأ فيها عملا بنصيحة الشيخ وأثناء سيره تجاه جبل صغير علي حدود مدينته تذكر كلام الشيخ معه .

الشيخ : لازم تهجر رفاق السوء يا سعيد يابني

سعيد : علمني القرآن يا شيخ

الشيخ : في المكان الجديد هتتعلم وتحفظ القرآن كله بأذن الله

سعيد : علمني الصلاة يا شيخ

الشيخ : في المكان الجديد هتتعلم كل حاجة

سعيد : علمني ....

فيقاطعه الشيخ بحدة : مفيش وقت اهرب بسرعة

ثم يكمل الشيخ بهدوء وعطف : يا سعيد يابني محدش ضامن عمره اتوكل علي الله واذهب

يقطع ذكريات سعيد صوت يناديه : قف مكانك

فينظر خلفه ليجد بضعة رجال بينهم صديقه جمال فيعرف الشر في وجوههم فيجري تجاه الجبل ليختبيء خلفه فيفاجأ بطلق ناري يصيبه في ظهره فيسقط أسفل الجبل وبدء يحس بدوار شديد

 وبدء يتذكر كل حياته التي مضت وتذكر الحلم الذي يراوده منذ عدة أيام وعلم تفسيره الآن أنه كان يسبح في نهر الجرائم التي كانت تبعده عن ربه وهذا معني اللون الأحمر ثم عندما بدء يتوب تحول الماء للون الأبيض والآن يأتي من يحاول منعه من الاستمرار في التوبة .

قاتل المائة نفس

ثم بدئت تظهر أمامه خيالات وظلال لا يعلم طبيعتها وعندما أحس باقتراب الموت منه تذكر كلام الشيخ معه وهو يقص عليه قصة الرجل الذي قتل مائة نفس ثم تاب الله عليه واحس كأنه يستمع لنفس الكلام ولا يعلم هل هذا حقيقة أم من أثر الغيبوبة وهذيان الموت

ان هذا الرجل جاء تائبا مقبلا علي ربه

فردد سعيد بضعف : لا اله الا الله تبت اليك يا ربي فأقبلني

ثم  تذكر كلام الشيخ : انه لم يعمل خيرا قط

فردد سعيد : تبت اليك يا ربي فأقبلني , اللهم اني عدت اليك وتبت اليك

قيسو بين الأرضين فالي أيتهما كان أدنى فهو له

ثم ابتسم عندما تذكر كلام الشيخ وهو يحكي : انه أدني الي الأرض التي أراد

ثم شهقة شهقة شديدة خرج علي أثرها الدم من فمه فأحس كانه يسمع كلام ياتي من بعيد

( يا أيتها النفس المطمئنة أخرجي الي مغفرة من ربك ورضوان) 

قاتل المائة نفس