حب في الباطنية – الفصل التاسع
حب في الباطنية – صلاح زكي
خلال أيام كان أحمد يساعد سحر في شراء كا ما تحتاجه
وكانت سحر ترفض نهائيا أن يكون أحمد معها أثناء شراء ملابس البيت وخاصتا أغراضها
الشخصية
خلال فترة الاعداد للزواج كانت سحر تعيش مشاعر متضاربة
كانت تتمني أن تكون مثل أي بنت تستعد للزواج وحولها الأم أو الأقارب ولكن الخوف من
مطاردة اخوها أو المعلم سليم منعها من مشاركة اي أحد فرحتها سوي احمد فقط حتي
صديقتها ندي لم تحاول الاتصال بها كثيرا أو مشاركتها أي شيء خوفا عليها فلو علم
سالم باي شيء ممكن يموتها او يموت صديقتها ورغم ذلك كانت تعيش في سعادة وفرحة
كبيرة منتظرة اللحظة التي تكون فيها مع حبيبها أحمد
كانت سحر تتخيل حياتها القادمة مع زوجها وكان حالها في
هذا الوقت مزيج من الفرح والخوف والترقب كانت تتمني أن تحقق لأحمد كل ما يتمناه لأنها تحبه من كل
جوارحها .
دائما تنظر لأحمد علي أنه فارس الأحلام الذي جاء علي
حصان أبيض لينقذها من حياتها البائسة التي كانت تعيشها .
رأت فيه كل صفات الرجل التي تعتمد عليه ففيه الرجولة والجرأة وتحمل المسؤولية
بجانب الأخلاق الطيبة والطبيعة الهادئة .
حياة سحر كلها كانت تناقضات فقد نشأت في هذا الجو المظلم
ولم ينيره لها الا نصائح الأستاذة سعاد التي أضاء ة لها الطريق لم يأخذ بيدها في
هذا الجو المظلم الا أحمد الذي شجعها علي اتمام تعليمها وانقذها من أخوها سالم
والمعلم سليم .
حب في الباطنية – صلاح زكي
أكثر شيء كانت
تخافه سحر أنها تفشل في اسعاد أحمد ولا
تكون له الزوجة التي يتمناها .
كانت دائما تشعر أنها معقدة كانت تحس أن عندها مشاكل
نفسية بسبب البيئة التي نشأت فيها وكانت رافضة لهذه البيئة تماما
من وجهة نظر سحر أن اي أحد ينشأ في بيئة غير راضي عنها
ورافضها بالتأكيد سيكون مريض ومعقد نفسيا .
في هذه اللحظة تذكرت سحر جارتهم الأستاذة سعاد وتمنت لو
كانت بجوارها في هذه الأيام توجه لها النصائح وتدعمها وتشد من أزرها فطالما كانت
سعاد هي الملجأ لسحر تلجأ اليها في كل أمر يحيرها وتأخذ منها النصائح التي تعينها
علي المضي في حياتها , لا تنسي سحر يوم بلوغها سن البلوغ ونزل عليها دم الحيض لأول
مرة كانت لا تعلم كيف تتصرف في هذا الموقف وماذا تفعل وكانت في الأساس لا تعلم سبب
هذا الدم الذي رأته هل هو جرح أصابها في هذا المكان الحساس ام مرض أصابها ولدهشتها
وهي تتذكر هذا الموقف أنها لم تسأل أمها عن شيء من ذلك بل أول من توجهت اليه كانت
معلمتها سعاد لتأخذ منها النصائح و تعلم منها ما أصابها ولم تبخل سعاد عليها
بالنصح بل انها عرفتها كل شيء وشرحت لها كل التغيرات التي ستطرأ عليها في هذه
المرحلة الحرجة من حياتها وفهمتها سبب نزول ذلك الدم ومتي يأتيها كل شهر وماذا
عليها أن تفعل في هذه الفترة عندما يأتيها وماذا يجب عليها أن تعرفه عن هذه
المرحلة العمرية الحرجة وكيف تتصرف عندما يأتيها ,
كل هذه
المعلومات أخذتها سحر من معلمتها سعاد وأخذت منها الدعم اللازم لهذه المرحلة ومرت
هذه المرحلة من عمرها بسلام بفضل توجيهات الأستاذة سعاد , كل هذه الأفكار كات
تملاء رأس سحر وتفكر فيها وهي خارجة من أحد محلات الملابس في حين كان أحمد في
الأسكندرية يجهز للزواج .
وفجأة : انتي بتفتكري نفسك هتفضلي هربانة علي طول أنا
هشرب من دمك .
حب في الباطنية – صلاح زكي
تتفاجأ سحر بمن يكبل يدها ويضع يده علي فمها حتي لا تصرخ
ويدفعها نحو باب سيارة مجهزة لخطفها لتفاجأ بسالم يأخذها داخل السيارة وهو يقول
لها هذا الكلام وتنطلق السيارة الي مكان مجهول ومصير مجهول.
.................................................................................
حب في الباطنية – صلاح زكي
مازال أحمد مشغول في اعداد شقة الزواج و في آخر اليوم
بعد تعب شديد وهو مرهق يتذكر أنه لم يتصل بسحر طوال اليوم فيتصل بها ليجد التليفون
مغلق ويعاود الاتصال أكثر من مرة دون جدوي فيظن أن موبيلها قد فصل بسبب الشحن
فيترك تليفونه لينام لأنه متعب جدا بسبب المجهود المضاعف الذي يبذله في اعداد شقة
الزوجية علي أمل معاودة الاتصال بها في الغد وفي الصباح يعاود الاتصال أكثر من مرة
دون فائدة فيتصل بصديقه صابر صاحب الفندق بعد أن تسلل القلق اليه فيخبره أن سحر لم
تنام في غرفتها بالأمس ولم تأتي الي بيت الطالبات من الأمس فيجن جنون أحمد وينطلق
مسرعا الي محطة القطار ليركب أول قطار متجه للقاهرة ليستطلع الأمر .
يتجه أحمد مباشرة الي الفندق علي أمل أن يجد ما يفيده في
معرفة مكان سحر ولكن ايضا دون فائدة فيظل طوال اليوم يهيم علي وجهه في الشوارع دون
فائدة وهولا يعلم الي أين يذهب ولا الي أين يتجه ويفكر في ابلاغ الشرطة أو البحث
في المستشفيات ولكنه يتراجع عن ذلك فبأي صفة يبلغ الشرطة أو يسأل عنها في
المستشفيات وفي النهاية يقرر الذهاب الي شقته القديمة في حي الباطنية لأنه كان يشك
أن أخوها سالم وراء هذا الأمر .
تعليقات
إرسال تعليق