حب في الباطنية – الفصل
الثامن
حب في الباطنية – صلاح زكي
قبل موعد امتحانات سحر
بيومين يتصل أحمد بها ويطلب منها مقابلته في استقبال بيت الطالبات لأمر هام فتنزل اليه سحر مسرعة قائلة بقلق : قلقتني
يا أحمد فيه ايه
أحمد مطمئنا لها :
متقلقيش خدي الملابس ده وعاوزك تطلعي تقيسيها وتنزلي بيها علشان أشوفها عليكي
سحر بدهشة : ملابس ايه
أحمد : عباءة ونقاب
عاوزك تتعودي عليهم اليومين الجايين قبل الامتحانات
علشان هتلبسيهم في الامتحانات بتعتك
سحر بدهشة اكبر : أنا
عمري مالبست النقاب فيه ايه بالضبط يا أحمد فهمني
أحمد موضحا لها :
اسمعيني كويس اخوكي عرف موعد امتحاناتك ويوم الامتحان هيكون مستنيكي هو و رجالة
المعلم سليم امام الكلية علشان يخطفك .
فتنظر اليه سحر بخوف
ووجل غير مصدقه ما تسمعه بعد أن ظنت أن جزء كبير من مشكلتها انتهي
أحمد يستكمل كلامه :
علشان كده عاوزك تروحي الامتحان وانتي لابسه النقاب وتتصرفي بحرص شديد واياكي
تلفتي انتباه حد ليكي أو حد يشوف وشك خالص طول ما انتي خارج بيت الطالبات وربنا
يعدي اليومين دول علي خير
سحر بقلق : أنا خايفة يا
احمد مش عارفة ايه اللي بيحصل أنا عايشة في رعب حاسه أني في اي لحظة أقابل سالم
وساعتها معرفش أعمل ايه ثم انفجرت في البكاء فاخذ أحمد يهدئها ويخفف عنها وتمني لو
ياخذها بين ذراعيه ويجعلها تنسي الدنيا
وما فيها من معاناه ولكنه لا يستطيع في الوقت الحالي
.....................................................................................................
حب في الباطنية – صلاح زكي
خلال اليومين قبل
الامتحانات كانت سحر تعود نفسها علي السير بالنقاب في حجرتها وكانت خائفة جدا
خاصتا بعد أن اخبرها أحمد بعدم امكانية وجوده قرب كليتها يوم امتحاناتها خوفا أن
يشاهده أخوها هناك فيشك في الأمر
ويمر اول يوم من
الامتحانات علي خير وبمجرد عودة سحر تتصل بأحمد لتطمأنه
سحر بسعادة : أحمد الحمد
لله كل شيء تم حسب ترتيبك أنا من غيرك مكنتش عارفه أعمل ايه
فيرد أحمد بحب صادق :
احنا ملناش غير بعض شدي حيلك خلاص موعد
فرحنا قرب
فترد سحر بسعادة بالغة :
أحمد فيه حاجة عاوزه اعرفهالك
أحمد : خير
سحر : أنا النهاردة وأنا في الطريق بالنقاب حسيت
براحة غريبة العيون اللي كانت دايما تلاحقني قبل كده وأنا في الشارع مش بتضايقني وانا بالنقاب علشان كده أنا بفكر استمر بالنقاب ايه رايك يا
أحمد
فيرد أحمد بعد تفكير :
أنا معنديش مانع انك تستمري بالنقاب وده
اختيارك انتي وربنا يوفقك لكن فكري كويس قبل اتخاذ قرار زي ده لأن ده خطوة بيترتب
عليها مسوؤليات فكري كويس هتقدري عليها
وله لاء
سحر: الله المستعان وبعد
لحظة صمت تستكمل كلامها : أحمد متعرفش ايه حصل معايا النهاردة
احمد مستفهما : حصل ايه
سحر : أنا مريت من أمام
سالم وكان بيني وبينه متر واحد ومعرفنيش بس كنت ميتة في جلدي وكان هيغمي عليه من
الخوف
أحمد : الحمد لله كده
اطمنا أنه مش هيعرفك بعد كده وانتي بالنقاب
وتمر أيام الامتحانات
دون اي مشاكل وتنتهي سحر من
امتحاناتها وتنتظر ما سيحدث بعد ذلك
................................................................................
حب في الباطنية – صلاح زكي
آخر يوم في الامتحانات
يقف أحمد منتظرا سحر أمام بيت الطالبات ويتفاجأ ببنت منقبة تقترب منه وتكلمه ليفاجأ بأنها سحر التي تبدء
بالكلام قائلة : عامل ايه يا أحمد
فيرد عليها أحمد بدهشة :
ازيك يا سحر أنا كنت مش عارفك عملتي ايه في الامتحانات
سحر : الحمد لله دقايق و
أكون عندك . وتصعد سحر الي غرفتها وتنزل بعد وقت قليل بدون نقاب لتقف أمام أحمد
الذي وقف يتأملها كعادته وبعد فترة صمت يتكلم أحمد : مستعده
سحر باستغراب مستعده
علشان ايه بالضبط
أحمد : الامتحانات انتهت
والمفروض نجهز للجواز
فترد سحر بخجل وخوف
: بسرعة كده
ثم تكمل كلامها بعد فترة
صمت قليلة : انت مش خايف من أخويا والمعلم سليم لو عرفوا ممكن يعملوا فيك ايه
فينظر لها أحمد بثقة
ويرد : أنا مستعد اني اواجه الدنيا كلها علشان أكون معاكي
فتبتسم سحر بسعادة وتقول
له : طول الفترة اللي فاتت كنت معتمدة
عليك وواثقة فيك انت عرفني أعمل ايه وأنا انفذه علي الفور زي ما انت عاوز بالضبط
فينظر لها احمد ويرد :
اسمعي يا ستي أنا اتأجرت شقة صغيرة بالأسكندرية قريبة من مكان عملي وفرشتها فرش
بسيط أن شاء الله يعجبك
فتقاطعه سحر قائلة : أنا
في اي مكان أنت موجود فيه لازم أكون سعيدة
و أقل حاجة تجيبها أنا راضية بيها
فينظر لها أحمد بحب
ويكمل كلامه : باقي أنك تجهزي نفسك لأني
محبتش الفترة اللي فاتت اني أشغلك بحاجة علشان تنتبهي لمذاكرتك
فترد سحر : أنا مش عارفة
أجهز ايه أنا اول مرة اتعرض لموقف زي
ده وتكمل كلامها بحزن : اي بنت حياتها
طبيعية لا زم تكون امها أو اقاربها حولها أثناء استعدادها للجواز أما بالنسبة ليه
أنت عارف ...
فيقاطعها أحمد بهدوء
شديد يحاول أن يعطيها ثقة بنفسها : سحر أنا قولتلك قبل كده اعتبريني كل أهلك متقلقيش من أي حاجة طول ما أنا جنبك ثم
يكمل بهدوء قائلا : الموضوع بسيط انت حاليا محتاجة بعض الملابس الجديدة ويسكت
قليلا ثم يكمل بصوت منخفض فيه جزء من الخجل :
وملابس بيت خاصة بالمتزوجين اقصد ملابس داخلية وقمصان نوم
فتتفاجأ سحر بكلامه ولا
ترد وتنظر للأرض بخجل وحياء شديد
فيتكلم أحمد قائلا : سحر
لازم تعرفي اننا هنبدء حياة جديدة لازم نكمل بعضنا فيها و لازم تعرفي انك بعد
الجواز هتكوني مراتي وهيجمعنا بيت واحد
ونكون تحت سقف واحد
ويتقفل علينا باب واحد و لا زم تتصرفي معايا كزوجة بدون خجل أو كسوف اكيد انتي
فاهمة أقصد ايه
ويسكت أحمد منتظرا أن
يري وقع كلامه علي سحر فيفاجأ بها تنظر الي الأرض وتبكي بحرقة شديدة
فينظر لها أحمد بدهشة ويقول
: حصل ايه أنا زعلتك بكلامي اللي قولته ليكي ليه بتبكي أنا مقلتش حاجة غلط
فترد سحر بحزن : أنا مش
زعلانة منك أنت مقلتش حاجة غلط أنا خايفة
اني مقدرش أسعدك انت يا أحمد عملت معايا حاجات كتيرة وانقذتني من مصيبة مش
عارفة كنت هاخلص منها ازاي علشان كده أنا خايفة اني أفشل في اسعادك واحققلك اللي
انت بتتمناه مني وتسكت سحر لتلتقط أنفاسها وسط
دموعها ثم تكمل : أنا حاسة اني مش طبيعية طول عمري كنت عايشة في بيئة أنا
مش راضية عنها ولا حباها كنت اتمني أكون
واحدة تانية مع أسرة تانية وحياة
تانية
حب في الباطنية – صلاح زكي
وتكمل من خلال دموعها :
عارف يا أحمد أنا لما كنت اجلس مع استاذة سعاد كنت اتمني انها تكون أمي وأنا اكون معاها ودنياها تكون دنيتي وحياتها هي
حياتي أنا حاسة اني معقدة ونفسيتي غير
سليمة أنا حاسة اني مش هاسعدك
فينظر لها أحمد بحب
واشفاق قائلا : سحر أنا حبيتك من سنين وعمري ما اتمنيت واحده غيرك و كل صفاتك اللي
قولتيها هي سبب حبي ليكي أنا رأيت فيكي البنت البريئة وسط غابة كلها وحوش وهي محافظة علي طيبة نفسها
وبرائتها وأنا متأكد أني معاكي هأكون أسعد مخلوق في العالم كله
فتنظر له سحر بحب
وامتنان ولا ترد
لمتابعة باقي الرواية في الفصول القادمة
تعليقات
إرسال تعليق