مودة ورحمة
كيفية التعامل مع المشاكل الزوجية
كيفية التعامل مع المشاكل الزوجية |
يقول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم: 21
إذاً الأساس الأول للزواج هو المودة والرحمة والسكن كما أشار الله تعالى إلى ذلك في القرآن الكريم، فالمودة والرحمة ينبغي أن تسود العلاقة بين الزوجين
كيفية التعامل مع المشاكل الزوجية
فاذا أردنا تطبيق هذه النظرية
الطبيعية في الحكم علي العلاقة الانسانية التي تربط بين الزوج والزوجة او حتي في
أي علاقة انسانية تجمع بين اي فردين في مجال العمل أو العائلة أو الصداقة أو
الدراسة يظهر لنا في كثير من الأحيان صحة هذه النظرية ايضا في العلاقات الانسانية
.
فلا تحزن اذا رأيت ان
طباعك مختلفة عن طباع زوجتك أو رأيتي أن طباع زوجك مختلفة عن طباعك فهذا لا يعني
ابدا التنافر أو التباعد بينكم انما قد يعني في احيان كثيرة التكامل والتجاذب .
رأيت كثير من الشباب
يحزن وييأس في بداية حياته الزوجية عندما يجد الاختلاف الكبير في الطباع بينه وبين
زوجته بل قد يحاول في بداية أول صدام بينهم بسبب الاختلاف في الطبع أن ينهي حياته
الزوجية قبل أن يبدئها من الأساس أو يقوض بيته ويهدمه وربما هذا البيت لم يكتمل
بنائه من الأساس.
حل المشاكل الزوجية
الاختلاف في الطباع يظهر
في أشكال كثيرة فقد تجد الزوج هاديء ومتزن وتجد الزوجة عكسه تماما تثار لأتفه
الأسباب أو عصبية بسبب أو بدون سبب وأحيانا تجد العكس تكون الزوجة هادئة وتتعامل
مع المواقف المختلفة بهدوء واتزان والزوج هو المثار دائما يحتد علي أبسط الأشياء
ويثور لأتفه الأمور .
دعنا نتخيل معا رجل طبعه
هاديء ومسالم تزوج من أمرأة مشاكسة أو عصبية طباعهم هكذا تكون مختلفة وتخيل امرأة
تميل لحل المشكلات بالعقل والحكمة تزوجت من رجل صدامي يميل لحل المشكلات بالعراك
والصدام مع الجميع لياخذ حقه باي وسيلة .
واحيانا تجد زوج صوته
مرتفع وزوجة صوتها منخفض وربما تكون الزوجة اجتماعية تشارك الأهل والجيران وكل من
حولها في أفراحهم وأحزانهم والزوج عكسها تماما انطوائي منعزل ,اذا تأملت مجتمعنا
تجد صور كثيرة من اختلاف الطباع ولكن السؤال هل الاختلاف في الطباع بين الزوج
والزوجة يؤدي بالضرورة الي حياة زوجية فاشلة ؟
المودة والرحمة بين الزوجين
قبل التسرع في الاجابة
علي هذا السؤال اريد فقط تنحية هذا الكلام ونجلس مع أنفسنا دقائق قليلة لنتامل معا
هذه الحياة التي يختلف الطرفين فيها في الطباع بل لنسأل أنفسنا لو ان الزوجين لهم
نفس الطباع ونفس اسلوب التفكير والتعامل مع المشكلات التي تواجههم في الحياة ماذا
سيكون حالهم ؟
لنأخذ مثال لذلك تخيل
رجل مسالم هاديء والزوجة مثله تماما وتعرضوا لمضايقات من الجيران أو مشكلة معينة
تخص حياتهم سيتعامل الزوج بهدوء وتسامح وكذلك الزوجة مما يؤدي الي لضياع حقوقهم
وقد يتأذي مستقبلا الأبناء بسبب ذلك وقد يتفاقم الأمر لتجد الأسرة نفسها مستقبلا
بلا مأوي .
وتخيل موقف آخر لو الزوجين
حادي الطباع وصداميين وحدثت مشكلة بينهم سيثور هذا وتثور تلك ويتحول البيت لساحة
قتال تنتهي هذه المعركة بتفكك الأسرة وظهور جيل من الأبناء مفكك أسريا وممتليء
بالأمراض النفسية .
وهكذا في معظم الأمور
الحياتية لو اتفق الزوجين في طباعهم وأخلاقهم وتصرفاتهم تجاه المواقف المختلفة فلن
يضيف اي منهم شيء للآخر بل سيكون نسخة مكررة منه وفي النهاية قد يستغني أحدهم عن
الآخر بسهولة لأنه لا يجد فيه ما يجعله يتمسك به فهو نسخة منه تدعو للملل والكآبة
ولا تقدم أي جديد في الحياة لذلك كان سيدنا معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه
يقول بيني وبين الناس شعرة اذا أرخوها شددت واذا شدوا أرخيت .
كيفية التعامل مع المشاكل الزوجية |
حل المشاكل الزوجية
فهو يعلم أن بينه وبين
الناس اختلاف فلكي تسير الأمور بينه وبين الناس لابد أن يفهم هذا الاختلاف فاذا
كان الذي أمامه لين وضعيف أكمل هو هذا الضعف واذا كان الذي امامه فظ وصعب لان له
وتعامل معه بما يجب أن يكون التعامل معه .
وهكذا لكي تسير الحياة
الزوجية ونصل بمركب الزواج الي بر الأمان لابد أن نفهم طبيعة الاختلاف فلا داعي
أبدا للقلق أو الحزن اذا وجدت شريك حياتك مختلف عنك في الطباع بل انظر الي الجزء
الايجابي من الأمر أن هذا الاختلاف هو اختلاف تكامل لا اختلاف تضاد فشريكك يكمل
النقص الذي فيك ويعوض الفقد الذي عندك .
فتعامل مع شريك حياتك
بهذا المنظور أن اختلافه عنك يكملك واذا فكرت بحيادية في ذلك ستجد صدق قولي وصحة
النظرية الفزيائية أن القطاب المختلفة تتجاذب والمتشابهة تتنافر .
تعليقات
إرسال تعليق