القائمة الرئيسية

الصفحات

المفقود - قصة تجمع بين الخيال والفكاهة

 المفقود



وقف أحمد حائرا وهو ينظر الي الصحراء أمامه المترامية الأطراف وجلس علي الأرض ليفكر في المأزق الذي وجد نفسه فيه وتذكر حياته السابقة كمهندس مسؤول عن موقع لحفر آبار البترول .

بداية المشكلة

بعد أن راجع تعليمات الأمان أمر العمال بوضع المتفجرات في مكانها المحدد استعدادا لتفجيرها للبدء في حفر بئر البترول الجديد .

بمجرد اعطاء الأمر بالتفجير لاحظ حدوث اهتزاز شديد في الأرض أسفل منه ثم تكونت فجأة فجوة ضوئية في الفراغ ,جذبت هذه الفجوة كل ما حولها من معدات وأجهزة تفجير والمؤسف في الأمر بالنسبة له أنه كان من ضمن الأشياء التي جذبتها الفجوة ومعه كل العمال في الموقع .

الوهم

فجأة وجد نفسه في صحراء خالية وليس حوله أي شيء ولكنها صحراء مختلفة عن الصحراء التي كان فيها موقع العمل والمكان مختلف تماما عن المكان الذي كان فيه .

أثناء جلوس أحمد علي الأرض سمع صوت صراخ قوي مثل الذي اعتاد سماعه في الأفلام الخيالية التي اعتاد مشاهدتها وأدمنها منذ صباه ليفاجأ بعشرة فرسان فوق خيولهم التي تنهب الأرض نهبا ليجد نفسه محاصر وسط  هؤلاء الفرسان شاهري سيوفهم في وجهه وهم يتكلموا بلهجة غريبة ميز منها كلمات قليلة جدا بالغة العربية .

تيقن أحمد من شكل الفرسان وملابسهم أنه سقط خلال فجوة زمنية نتجت عن هذا الانفجار وخمن أن هذه الفجوة ألقته في زمن ماضي وعصر سابق وهو عصر المماليك فأدرك للأسف أنه سافر عبر الزمن سفر بلا عودة .

فجأة وجد أحد الفرسان يدفعه أمامه برمح غليظ في ظهره لكي يسير أمامه بعد أن قيضه من يديه بحبل متين فسار أمامه بلا حيلة ليلقي به في غرفة ضيقة بها نافذة واحدة عرف من شكلها أنها سجن وضع فيه بغير ذنب أو تهمة .

أمضي أحمد بضعة أيام في هذا السجن ثم أخرجوه بعده ليساق الي غرفة أكبر بها مجموعة من الفرسان  ملتفين حول رجل عظيم الجسد يبدو من هيئته أنه قائدهم أو رئيسهم .

عصر المماليك

المفقود


ميز أحمد بضع كلمات بالغة العربية وباقي الكلام بلغة غير معروفة له مما جعله يتأكد انه في عصر المماليك فكثير من المماليك تم جلبهم من بلاد القوقاز والترك وغيرها من البلدان البعيدة مما جعل لغتهم الأصلية تختلط بالغة العربية فلا تستطيع تمييز هل هي عربية أم غير عربية.

ومما أكد ظنه أنه ميز كلمات منها الأتراك – سليم الأول – السلطان الغوري .

تيقن أحمد من هذه الكلمات ومن قرائته ومطالعته لكتب التاريخ التي كان يعشق قرائتها في وقت فراغه أنه انتقل الي فترة نهاية حكم المماليك لمصر والمعركة التي دارت بين المماليك بقيادة السلطان الغوري ومن بعده طومان باي وبين الأتراك بقيادة السلطان سليم الأول .

ولكن الذي جعله يخاف ويفزع تكرار كلمة خائن وجاسوس علي ألسنتهم فغالب أعتقادهم أنه خائن وجاسوس لجيش العثمانيين أرسلوه ليتجسس علي المماليك وهو يعلم مسبقا من كتب التاريخ عقوبة هذه التهمة .

قام قائد الفرسان بتوجيه الحديث لأحمد الذي لم يفهم منه سوي كلمات قليلة منها الجنود العثمانيين والترك فلما يأس القائد منه وجه الكلام لأحد الجنود من حوله فبمجرد توجيه الكلام له برقت عيناه كمن يتجه لممارسة هواية محببة اليه أو فعل شيء يجلب المتعة له .

شهر الجندي سيفه واتجه الي احمد وعيناه فيها بريق غريب وعلي وجهه علامات القسوة والغلظة ورفع السيف ليهوي به علي عنق أحمد الذي أغمض عينه منتظرا الموت في زمن يبعد عن زمنه بأكثر من خمسمائة عام وفجأة ........

أجهز لحضرتك جهاز الصدمات الكهربية

فنظر طبيب الأمراض العقلية باستغراب الي الممرضة الواقفة امامه فضحكت الممرضة وقالت : المهندس الذي يظن نفسه سافر للماضي

فابتسم الطبيب كمن اعتاد مثل هذه الأمور

وقام أحمد من علي سريره ليأخذ جلسة الصدمة الكهربية.  

تعليقات