القائمة الرئيسية

الصفحات


 حب في الباطنية - الفصل الخامس




 حب في الباطنية – صلاح زكي

ينتقل أحمد الي الأسكندرية ويستلم عمله الجديد ويكتسب مع الوقت ثقة وحب رؤسائه وزملائه بسبب اجتهاده وأخلاقه الطيبة .

استقر أحمد في استراحة الشركة وكانت مناسبة جدا له خاصتا أن موقعها قريب من البحر الذي الذي أحبه أحمد كثيرا فكان يجلس كل يوم أمام البحر يراقب امواجه ويستمتع بصوت تكسرها علي الصخور

احب أحمد مدينة الأسكندرية اشد من حبه للقاهرة التي نشأ وتربي بها وتمني ان يجتمع مع محبوبته سحر علي شاطيء البحر ويجلس معها هناك .

كان يتخيل الأوقات الجميلة التي سيقضيها معها في المدينة الساحلية وأثناء كلامه مع سحر في التليفون كان يحكي لها كل شيء يمر عليه في يومه ويحكي لها عن جمال مدينة الأسكندرية وهواء البحر المنعش وكانت سحر تستمع اليه بشغف فطبعها الهاديء كان يبغض ضوضاء وزحام القاهرة ومن كلام أحمد عن البحر وجمال الشاطيء خاصتا في الأوقات التي لا يوجد بها مصطافين احست سحر أن هذا المكان مناسب لها جدا أكثر بكثير من القاهرة الصاخبة المزدحمة .

حب في الباطنية – صلاح زكي

كل  أجازة أحمد يقابل سحر ويتابع أحوالها يوميا بالتليفون ويطمأن عليها ويخفف عنها عندما تشتكي له من مضايقات أخوها لها خصوصا بعد وفاة امها . كل ذلك وأحمد يصبرها بأن الفرج قريب

ولكن كما يقولون تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن  ففي يوم يتلقي أحمد من سحر مكالمة وهي تبكي وتقول : أحمد أنا محتجالك تعالي بسرعة .

فيرد أحمد بفزع : خير يا سحر قلقتيني حصل ايه

سحر : سالم أخويا مصمم يجوزني للمعلم سليم تاجر المخدرات اللي شغال معاه أنا هموت نفسي لو ده حصل

احمد : ازاي أنا عارف أنه مجوز أربعة

سحر : واحدة ماتت من شهرين وعاوز بسلامته يكمل الأربعة زي عادته اللي كل الناس في الباطنية عرفاها.

أحمد : انا نازل القاهرة بسرعة هركب أول قطار انتظريني في المكان المعتاد  اقابلك فيه .

بعد  ثلاثة ساعات أحمد يقابل سحر في مكانهما المعتاد .

سحر بلهفة : أحمد الحقني أنا مش عارفة أعمل ايه .

أحمد : اهدي يا سحر واحكيلي حصل ايه

حب في الباطنية – صلاح زكي

سحر : المعلم سليم الزفت شافني وأنا راجعة من الكلية و عجبته وعاوز يتجوزني ده متجوز ثلاثة غيري وعاوزني أكون الرابعة اتخيل يا احمد بتاع السم ده أكون مراته وأخويا موافق علشان سليم معلمه وهيدفعله طبعا ثمن الجوازة

ثم تكمل بين دموعها : يرضيك يا أحمد اني اتباع كاني سلعة رخيصة ثم تنفجر باكية .

فيهدئها أحمد قائلا : متقلقيش كل مشكلة لها حل

سحر : ازاي بس يا احمد ازاي

أحمد : اسمعيني اتفاقنا السابق لازم نعجل بيه

سحر : مش فاهمه يعني ايه

أحمد : أنا كنت متفق معاكي اتقدم لخطبتك بعد نهاية امتحاناتك لازم نعجل  بخطوبتنا أنا هتقدملك النهاردة هاروح لأخوكي اطلبك منه

فترد سحر بحزن : مينفعش يا احمد أخويا وافق علي سليم لأن فيه مصالح بينهم ولو أنت اتقدمتلي هيرفضك ولو أنا رجعت البيت هيحبسني ويمنعني من الخروج .

فيصمت أحمد ويفكر قليلا ويرد عليها : خلاص كده مش هترجعي البيت وهقولك هنعمل ايه .

                           ....................................................................................

حب في الباطنية – صلاح زكي

بعد ساعتين تملاء سحر استمارة الالتحاق ببيت المغتربات  وتفكر في كل ما حدث خلال الساعات الماضية وتسترجع كلام أحمد وكيف سيدبر الأمر .

بدء أحمد الكلام : اسمعيني كويس انتي مش هترجعي البيت فيه واحد صحبي ورث فندق صغير عن أبوه حوله لبيت للطالبات المغتربات يعني الملتحقين بالجامعة من غير سكان القاهرة يعني من محافظة تانية .

هطلب منه حجز غرفة ليكي تقيمي فيها خلال الأشهر المتبقية علي امتحاناتك وبعد نهاية الامتحانات نتجوز و تيجي معايا اسكندرية وخلال الأشهر المتبقية  علي امتحاناتك اكون جهزت سكن الزوجية فتنقلي دراستك لجامعة الأسكندرية وكده نكون بعدنا عن أخوكي وشره ونبدء مع بعض حياة جديدة .

بعد  تفكير ترد سحر : بس انت يا احمد غير مستعد للزواج في الوقت الحالي

أحمد : ان شاء الله نبدء مع بعض من الصفر وأنا امتلك مبلغ صغير كنت وارثه عن أبي نبدء بيه في شقتنا وبعد كده لما ربنا يفرجها  نشتري شقة تمليك نستقر فيها

ثم يكمل أحمد : أنا مقدرش اسيبك تضيعي مني بسهولة ولازم أعمل اي حاجة علشان احافظ عليكي مستحيل انك تكوني لحد غيري .

فتنظر له سحر بحب وتبتسم ولا ترد

يتصل أحمد بصديقه المقرب صابر وهو نفسه صاحب بيت المغتربات ويقص عليه باختصار الأمر دون الخوض في التفاصيل حتي لا يجرح سحر بافشاء أسرارها امام صابر حتي وان كان هو صديقه المقرب وكاتم أسراره ويتفق معه علي حجز غرفة لسحر حتي نهاية امتحانات الكلية فيرحب صابر بذلك ولا يرفض.

في الطريق لبيت المغتربات يحاول أحمد أن يمسك بيد سحر فترفض وتقول له بهدوء : أحمد أنا مش عوزه ابدء معاك بداية تغضب ربنا علشان ربنا يبارك لينا في حياتنا ولازم تعرف أنه قبل الجواز مينفعش تلمس ايدي فينظر لها أحمد بحب واعجاب ويقول لها علشان كده حبيتك

 فترد عليه سحر بابتسامة عذبة ولا تتكلم .

                                                                    

تعليقات