الفصل الثاني عشر
لم يكن سالم يعلم طوال هذه السنوات أن وداد هي التي بدئت
تحيك خطتها للايقاع بالمعلم سليم فقد كانت تتعمد المرور من أمام المقهي الذي يجلس
عليه حتي يراها واحيانا كانت تدخل المقهي بأي حجة لكي يشاهدها وهي تسير أمامه .
عندما علمت بموت زوجته الأكبر سنا بدء الأمل يدخل لقلبها
في أن تكون بديلة للزوجة المتوفاة و لا يهم أن تكون زوجة رابعة أو خامسة ان أمكن
ذلك فرغبتها فقط في ثروة المعلم سليم فهي تعلم امكانيتها وأنها تستطيع أن تسيطر
عليه بجمالها وذكائها فتكون هي الأولي والأخيرة عنده .
راود يوما عقلها فكرة هي أن تذهب الي المعلم سليم تتظاهر
بالسؤال عن سالم فتنصب شباكها حول المعلم سليم .
تدخل وداد علي
المعلم سليم قائلة بلهجة ذات مغزي : السلام عليكم يا معلم سليم لو سمحت سالم فين
علشان عوزاه في حاجة مهمة .
فينظر اليها المعلم سليم نظرة طويلة قائلا : وانتي مين قريبته وله ايه.
فترد عليه وداد بصوت له مدلول خاص : أنا خطيبته يا معلم
.
المعلم سليم : الواد سالم ده ذوقه عالي قوي.
فتطلق وداد ضحكة كلها ميوعة قائلة : يجبر بخاطرك يا معلم
.
المعلم سليم : تحبي تشربي حاجة عقبال ما أرسل في طلب
سالم .
وداد : مش عوزه اتعبك يا معلم .
فيرد سليم قائلا :
تعبك راحة ثم يفتح الثلاجة ويخرج منها احد زجاجات المياه الغازية ويقدمها
لوداد ليبدء بينهم الحوار الذي ينتهي برغبة المعلم سليم في الزواج من وداد ليملاء
بذلك قلب سالم باالحقد والكراهية تجاهه.
...........................................................................
يقابل أحمد الأستاذة سعاد وتبدء سعاد الكلام قائلة :
أحمد أنا كلمت سحر وعرفت منها معلومات مهمة ممكن تفيدنا في انقاذ سحر .
أحمد بلهفة : ايه المعلومات المهمة ده
سعاد : عرفت من سحر ان سالم اتفق مع المعلم سليم أنه
يجوزه سحر مقابل حصول سالم علي صفقة مخدرات قادمة باسم المعلم سليم .
أحمد : وايه اللي ممكن نعمله بمعلومات زي ده
فنظرت اليه سعاد بدهشة واستغراب كأنها لم تتوقع منه مثل
هذا الكلام فهي تعلم مدي ذكائ أحمد وتقديره الجيد للأمور وقالت له وهي تبتسم : لو عرفنا تفاصيل الصفقة وموعدها هنبلغ عنهم
فيتم القبض علي الاثنين ونكون بكده ضربنا عصفورين بحجر واحد واتخلصنا من شرهم
وانقذنا سحر من شرهم .
أحمد بعد تفكير : تمام لكن ممكن سحر تقدر تعرف موعد
ومكان الصفقة .
سعاد : الله المستعان ربنا يوفقها.
ثم تسكت سعاد قليلا وتستكمل قائلة : لازم تعرف يا أحمد
أن سحر بتحبك ومستعدة تعمل اي حاجة علشان تكون ليك ثم تستكمل سعاد بتأثر : أحمد
اياك تتخلي عن سحر أنا كنت دايما طول عمري قريبة من سحر واعتبر أنا اللي ربيتها
وحفظتها القرآن وهي زي بنتي بالضبط , انت عارف ان ربنا مرزقنيش أولاد وطول عمري
نفسي يكون عندي بنت زي سحر ويمكن ده السبب اللي جعلني متعلقة بسحر ومرتبطة بيها .
أحمد : أنا عارف يا أستاذة سعاد علاقتك القوية بسحر وأنك
انتي اللي ربتيها ولو مكنتيش جنبها يمكن سحر كانت انجرفت في التيار الفاسد المحيط
بها .
سعاد مبتسمه : الحمد لله ان ربنا وفقني لكده و أنت عليك
الباقي بعد كده يا بطل.
وينصرف أحمد علي اتفاق مع سعاد أن يقابلها بمجرد معرفتها
اي معلومات من سحر
...............................................................
طول فترة بقاء سحر في محبسها بالشقة تحاول معرفة اي
معلومات عن نشاط أخوها والمعلم سليم لكن دون جدوي .
فأخوها سالم حريص جدا في كلامه علي الموبيل كأنه خائف من
مراقبة احد له أو أي شيء آخر فعندما يستقبل أحد أصدقائه في الشقة يغلق علي سحر باب
الغرفة المحبوسة فيها ولا يسمح لها بالخروج حتي لا تسمع اي شيء .
وفي يوم فكرت سحر في حيلة ذكية تعرف منها سر موعد ومكان
الصفقة المتفق عليها بين سالم والمعلم سليم .
عندما حضر مندوب المعلم لمقابلة أخوها تظاهرت سحر بأن
عندها ألم في معدتها وتريد دخول الحمام فطرقت علي الباب لتنادي علي أخوها سالم
بصوت فيه شيئ من التعب.
يرد عليها سالم بخشونة : فيه ايه عاوزة حاجة
سحر : عاوزه أدخل الحمام عندي اسهال شديد مش قادرة يا
سالم .
سالم بفظاظة: خلاص هفتحلك الباب بس خلصي بسرعة
مكثت سحر في الحمام فترة من الوقت ثم خرجت ودخلت حجرتها
وأغلق عليها اخوها باب الغرفة باحكام ورجع الي صديقه ولم تمضي دقائق قليلة وعادت
سحر تطرق علي الباب بشدة وتنادي علي أخوها وتعيد الكرة مرة أخري فينتظرها سالم
بفارغ صبر حتي تنتهي وأطالت سحر وقت وجودها في الحمام هذه المرة وهي متعمدة ذلك
حتي نادي عليها سالم بفارغ صبر : اخلصي بقه أنا مش فاضيلك عندي حاجات مهمة .
سحر : وأنا اعمل ايه هوه بايدي حاجة ده غصب عني وتخرج
سحر من الحمام متظاهرة بالاعياء الشديد .
وبعد دقائق قليلة تطرق سحر الباب مرة اخري فينطلق اليها
سالم بغضب وانفعال شديد ويفتح الباب بعنف
ويتركها ويعود الي صديقه ويترك لها الباب مفتوح حتي اذا انتهت تعود الي حجرتها
وهذا ما كانت تريده سحر تماما .
بعد انتهاء سحر تتظاهر بالرجوع الي حجرتها باعياء شديد
ولكنها لا تعود الي الحجرة بل تختبيء وراء الباب لتسمع ما يدور بين سالم وصديقه
وهم جالسين داخل الحجرة وتنصت سحر جيدا لتسمع القليل من الكلام لأن صوتهم كان منخفض
جدا وسالم بطبعه حريص جدا في كلامه حتي وهو داخل البيت وتسمع سحر ما يجعلها تفتح
فمها بذهول ودهشة من هول ما سمعت.
تعليقات
إرسال تعليق