الفصل السادس عشر
مازال أحمد وسحر مقيدين باماكنهم في المخزن في حين ذهب
سالم ومعه كل رجال المعلم سليم ومعهم سليم نفسه لاستلام وتأمين صفقة المخدرات
بمرسي مطروح وتركوا عدد قليل جدا من الرجال مع أحمد وسحر في المخزن لحراستهم .
يتوجه أحد رجال المعلم سليم الي سحر وهو ينظر اليها نظرة
ذات مغزي خاص فتنظر اليه سحر بخوف وتعرفه فهو مندوب المعلم الذي اتفق مع اخوها
سالم علي اتمام الصفقة ثم الغدر بالمعلم سليم وقتله ومقابل ذلك تكون سحر زوجة
لمندوب المعلم .
يتوجه بالكلام لسحر قائلا : أنا عرفت انك سمعتي الحوار
بيني وبين سالم واكيد عرفتي انك هتكوني
مراتي .
فترد عليه سحر بشدة : مستحيل اني اكون زوجة لمجرم زيك .
فيرد عليها وهو يتفرس في أجزاء جسدها وينظر اليها نظرة
حيوانية ذات مغزي خاص قائلا : الظاهر انك هتكوني مراتي النهاردة أنا مش هقدر اصبر
أكتر من كده ويمد يده ليلمس جسدها فيصرخ فيه أحمد قائلا : ابعد عنها يا كلب لو
لمستها أنا هشرب من دمك.
فيلتفت اليه قائلا بقسوة : انت يا هلفوت يا بتاع المدارس
هتشرب من دمي أنا ثم يصفعه علي وجهه ويكيل له اللكمات في مختلف أجزاء جسده وسط
صراخ وبكاء سحر .
ليقطع كل ذلك صوت جلبة شديدة من رجال المعلم سليم
الواقفين بالخارج ليفاجأ أحمد وسحر ورجل المعلم سليم برجال الشرطة يقتحمون المخزن
وأحد الضباط يحذر رجل المعلم سليم من الهرب ويصوب تجاهه مسدسه فيرفع يده لأعلي
علامة الاستسلام.
يفك الضابط قيد أحمد وسحر ويتوجه بالكلام لأحمد : انت
المهندس أحمد .
فيرد عليه أحمد باعياء شديد : ايوه أنا أحمد .
الضابط : الأستاذة سعاد جارة الأنسة سحر بلغتنا في
مديرية الأمن بكل حاجة والحمد لله سالم وسليم تم القبض عليهم متلبسين بالمخدرات
والضابط الخاين اللي انت قابلته في المديرية تم القبض عليه .
فينظر أحمد بدهشة شديدة الي الضابط الذي يكمل كلامه
موضحا الأمربعد أن لاحظ علامات الدهشة علي وجه احمد : الضابط اللي قابلك في
المديرية وأنت بلغته عن المعلم سليم وصفقة المخدرات عرفنا أنه كان شغال لحساب
المعلم سليم وللأسف ده السبب اللي كان بيخلي سليم ينفد من ايدينا كل مرة لكن الحمد
لله تم القبض عليه وربنا ريحنا من شرهم .
ثم يبتسم الضابط وينظر لأحمد وسحر قائلا : وبكده تعتبر
مشكلتكم انتهت وسالم وسليم مش قبل خمسة وعشرين سنة ممكن يخرجوا من السجن .
فينظر أحمد الي سحر ولا يتكلم احد منهم ولكن في عين كل
واحد منهم للآخر نظرة أبلغ من أى كلام .
.......................................................................
بعد شهر من
هذه الأحداث في يوم زفاف سحر و أحمد تصر
الأستاذة سعاد أن تقوم هي بتزيين سحر بنفسها ووضع المكياج علي وجهها بصورة
احترافية لتجعل سحر تبدو كأنها أميرة من أميرات الأساطير القديمة و بعد نهاية
تزيينها تسألها : ايه رأيك
فتنظر سحر الي المرآة أمامها لتفاجأ بنفسها علي هذه
الصورة ولا تتكلم فقد تغير شكلها تماما فتسأل سعاد : انتي اتعلمتي فن الميك اب فين
فلا تلتفت سعاد لسؤال سحر وترد عليها : اسمعي يا سحر أنا
طول عمري كنت بأتمني أنه يكون عندي بنت بس زي ما انتي عارفة ربنا مرزقنيش بأي
أولاد علشان كده كنت طول عمري باعتبرك زي بنتي وتكمل وهي تغالب دموع الفرح : أنا
لو كان عندي بنت مكنتش هحبها زي حبي ليكي علشان كده عاوزاكي تعتبريني زي أمك وبعد
كده لو فيه أي حاجة عاوزاها متتردديش أنك تسأليني واعتبريني أمك بالبضبط
فترد سحر وسط دموعها : وانا يا ماما طول عمري باعتبرك
أقرب واحدة ليه , أحيانا كنت باحس بيكي أقرب ليه من أمي الحقيقية كنتي انتي
بتفهميني وتعرفي طريقة تفكيري وكنتي فاهمة مشاعري وأحاسيسي كويس.
سعاد : اسمعيني كويس يا سحر وانتبهي لكلامي انتي من
النهاردة هتبدئي حياة جديدة مع جوزك احمد ولازم تعرفي أن حياتك بعد كده هتكون
مختلفة عن حياتك قبل كده ولازم تعرفي ان أحمد بيحبك اكتر من أي حاجة تانية وكمان
كان هيضحي بحياته علشانك وكمان أحمد راجل يعتمد عليه وعلي قدر كبير من المسؤولية
فلازم تكوني معاه زوجة صالحة زي ما علمتك طول عمري .
فتشعر سحر برهبة وخوف شديد من كلام سعاد وكأنها ضغطت علي
نقطة حساسة عند سحر وهي خوفها الشديد أن تفشل كزوجة في حياتها القادمة بسبب ما كانت
تظنه بداخلها من اضطرابات نفسية نتيجة الحياة القاسية المضطربة اللتي نشأت بها .
فتلاحظ سعاد ذلك وتشعر بما في داخل سحر من مشاعر فتنظر
لها بثقة وطمأنينة وتقول لها : اطمني انتي تقدري علي كده وان شاء الله هتنجحي .
ولا تتكلم اي منهم بعد ذلك بكلمة واحدة .
...........................................................................................
بعد انتهاء اجراءات الزواج وحفل بسيط حسب رغبة سحر في
عدم عمل حفل كبير أو شيء مكلف لأحمد يتجه أحمد مع سحر في سيارة العرس الي
الأسكندرية وترفض سحر كشف وجهها بزينته خوفا من أن يراها احد الغرباء أو يراها
سائق السيارة وهو غريب عنها تاركتا احمد في شدة اشتياقه طوال المسافة من القاهرة
الي الأسكندرية يسارع رغبته في رؤيتها بزينة الفرح .
أثناء الطريق يفاجأ احمد بسحر تخرج من حقيبتها شيء تعطيه
له ليفاجأ بانها دمية صغيرة من القماش والقطن وسحر تقول له : فاكر العروسة ده .
فيسرح أحمد بفكره الي الماضي الي سنوات طويلة مضت عليه
وهو في حي الباطنية مع سحر أثناء رجوعه من مدرسته وهو طالب في اول المرحلة
الاعدادية ليفاجأ بسحر وهي جالسة تبكي علي سلم البيت وهي الطفلة الصغيرة الرقيقة
التي لم يعتاد علي رؤيتها تبكي .
أحمد : مالك يا سحر فيه حد زعلك بتعيطي ليه .
فلا ترد عليه سحر وتستمر في البكاء وبعد الحاح من احمد
تخرج له سحر عروسة صغيرة ممزقة وتخبره أن سالم اخوها مزق لعبتها المفضلة عندها حتي
يضايقها كعادته
فيجلس أحمد جوارها يطيب خاطرها ويقول : متزعليش يا سحر
ده حاجة بسيطة متزعليش نفسك وبدء احمد يفكر في شيء لم يخطر علي بال سحر .
بعد أسبوع من الواقعة تفاجأ سحر اثناء عودتها من المدرسة
بأحمد واقف أمام باب البيت وفي يده حقيبة صغيرة بها شيء يعطيه لها ولا يتكلم فتفتح
سحر الحقيبة لتفاجأ بداخلها عروسة صغيرة فتاخذها سحر في سعادة كبيرة وتقول
لأحمد ببراءة الأطفال : جبتها من فين ده يا
أحمد ده احسن من عروستي القديمة .
أحمد : ادخرت من مصروفي طول الأسبوع واشتريت ليكي
العروسة ده بدل العروسة اللي قطعها ليكي سالم .
فتنظر له سحر بامتنان وترد ببرائة : شكرا يا أحمد ده
عروسة جميلة جدا.
يستيقظ احمد من افكاره علي صوت سحر وهي تقول برقة : ايه
سرحت فين .
فيرد أحمد : لسه محتفظة بيها طول السنين ده .
فترد علي احمد بخجل : كانت أجمل هدية في حياتي كلها
احتفظت بيها طول السنين ده وأول حاجة اخدتها لما رجعت الشقة بعد القبض علي سالم .
أحمد : متعرفيش في اليوم ده اول ما شوفتك متأثرة بعروستك
وحزينة حصلي ايه وصممت اني لازم اشتريلك عروسة غيرها .
سحر : وانت متعرفش كانت سعادتي لحظتها ازاي.
فيبتسم لها أحمد ويمسك يدها ولا يرد بكلمة بعد ذلك .
......................................................................
عند دخول شقة الزوجية وهي أول مرة لسحر تشاهد فيها الشقة
التي جهزها احمد يسارع أحمد بكشف وجه سحر لينبهر بجمال وجهها بالزينة الجميلة التي
وضعتها سعاد لها ويقف احمد ينظر الي وجه سحر ويتامله بشدة تجعل سحر تخفض وجهها في
خجل شديد من أحمد الذي يبادر بالكلام قائلا : انتي لسه هتتكسفي مني
فترد سحر بحياء : معلهش لسه متعودتش علي الوضع الجديد .
فياخذها احمد من يدها لتشاهد الشقة ويتكلم معها في أمور
كثيرة ليهدئها ثم يضع يده عليها ليساعدها في خلع ملابسها ليبدء معها أجمل أيام
حياته .
تمت
تعليقات
إرسال تعليق