القائمة الرئيسية

الصفحات

قصاص عادل - الجريمة لابد لها من عقاب وان طال الزمان

 

 

قصاص عادل

إن ربك لبالمرصاد


﴿إن ربك لبالمرصاد﴾ يرصد أعمال العباد فلا يفوته منها شيء ليجازيهم عليها
يظن المجرم أنه يفلت بجريمته ولكن الله يمهله لعله يتوب فان تمادي يكون الله له بالمرصاد 

قصاص عادل
ان ربك لبالمرصاد


 القصاص

وفي نهاية الحكم

تقدم فريد بخطي مترددة تجاه ساحة الاعدام ونظر بأعين ممتلئة بالدموع الي حبل المشنقة المتدلي أمامه كأن اهتزاز هذا الحبل ينذر بعاقبة كل من يرتكب جرم يستحق عليه الموت شنقا.

استمع فريد بأعين زائغة الي الضابط المسؤول عن تنفيذ حكم الاعدام وهو يقرأ عليه حكم المحكمة التي أثبتت عليه وقوع الجريمة البشعة التي ظلت الصحف تتناقل أحداثها لأسابيع طويلة .

وفي نهاية الحكم سأله الضابط: عاوز حاجة قبل تنفيذ الحكم .

فنظر اليه فريد نظرات زائغة وأشار برأسه لا ثم بعد تردد قال : أنا بريء من الجريمة المنسوبة لي ولكني أستحق حكم الاعدام أكثر من مرة علي جريمة أخري ارتكبتها منذ عشرين سنة .

وبدء يحكي بانفعال شديد ما حدث منذ عشرين سنة .

                               *****************************************************

البداية

تحرك فريد بخفة القط متسللا الي داخل جراج  سيارات متحاشيا أن يراه أو يحس به عامل الجراج وأخرج من ملابسه  أدوات معينة استطاع بها فتح باب أحد السيارات ثم قام بفك جهاز الكاسيت من السيارة وبعض القطع خفيفة الوزن خبأها في حقيبة معه وفعل نفس الشيء بسيارة أخري ثم انصرف سريعا بنفس الخفة والهدوء التي دخل بها .

رجع فريد منهكا الي بيته ليجد زوجته في انتظاره لتبادره بالسؤال : ايه سبع وله ضبع

فنظر لها بعتاب وفتح حقيبته دون أن يرد عليها فابتسمت بمجرد أن رأت الحقيبة قائلة : سبع من يومك .

فالتفت لها قائلا : حضري العشا بسرعة أنا تعبان وجعان  .

نفس الأمر تكرر أكثر من مرة يتسلل فيها فريد الي أحد أماكن انتظار السيارات أو الجراجات العامة ليسرق منها ما يخف حمله ويرتفع ثمنه ثم ينصرف سريعا ليبيع ما شرقه وينفق هذه الأموال علي زوجته ومزاجه .

   احدي المرات تسلل فريد كعادته بخفة القط الي احد الجراجات وفتح باب احدي السيارات ليجد داخلها حقيبة أنيقة يبدو من هيئتها أن بها اشياء ثمينة وربما أموال طائلة فأخذها سريعا وعاد الي بيته بسرعة قبل أن يكمل باقي سرقاته او حتي يحاول فتح الشنطة خوفا أن ينتبه له أحد .

بمجرد دخوله البيت حاول فتح هذه الحقيبة بما معه من أدوات خاصة وزوجته تراقبه باهتمام حتي اذا سمع صوت القفل الخاص بالحقيبة ورأي باب الحقيبة يفتح أمامه بعد أن سمع بانفعال شديد صوت تكة القفل المميزة لهذا النوع من الحقائب نظر هو وزوجته بانفعال شديد الي ما في داخل الحقيبة ولم يستطع احد منهم أن يتكلم أمام هذه الكمية الكبيرة من الأكياس المحتوية بداخلها علي بودر أبيض ميزه فريد من النظرة الأولي وانتبه لزوجته وهي تقول له في زهول : اللي في بالي صح .

فأشار برأسه نعم دون أن يرد عليها

فأكملت قائلة : وده معناه ايه

فانفجر ضاحكا وقال وهو يرقص من الفرح : معناه طاقة القدر انفتحت لينا

ثم انفجر الاثنين في الضحك وكان ثالثهم الشيطان يضحك معهم ايضا علي ما هم مقبلين عليه

              *********************************************

إن ربك لبالمرصاد

استطاع فريد بمعاونة زوجته واحد أصدقائه من الاتصال بأحد أكبر تجار المخدرات وتم بيع ما معه من مواد مخدرة وسموم بيضاء بمبلغ يصل الي الستة أصفار .

اشتري فريد بيت جديد انتقل للسكن فيه مع زوجته وقرر البدء في حياة جديدة بتجارة نظيفة بعيدا عن السرقة تاركا خلفه آلاف من الشباب يموتون من جراء هذه السموم التي كان هو سببا في وصولها لهم 

بعد عدة سنوات تحول فريد من مجرد لص سيارات الي فريد بك صاحب أكبر معرض لبيع السيارات في مصر كلها .

وبدئت تجارته تكبر وتكبر ومعها يري ابنه الوحيد هو الآخر يكبر أمام عينيه ليصبح ابنه هو كل ما له في هذه الدنيا

                                          *******************************************

إن ربك لبالمرصاد

علي الجانب الآخر نشاهد مطاردة بين أحد الشباب ورجال الشرطة وعندما أحس هذا الشاب باستحالة هروبه وتأكد من وقوعه في قبضة الشرطة قذف الحقيبة التي يحملها داخل أحدي السيارات الفخمة أمامه بعد أن سجل في عقله رقم وشكل السيارة للرجوع اليها مرة أخري لاسترجاع ما تركه فيها.

                                              *******************************************

خرج فريد يجري بسرعة من داخل احد الكازينوهات التي اعتاد السهر فيها علي اثر مكالمة من زوجته تخبره فيها بوقوع حادث أليم لأبنه الوحيد وهو الآن يرقد في المستشفي بحالة خطيرة .

حشر فريد نفسه بداخل سيارته وانطلق بها سريعا دون أن ينتبه الي الحقيبة الغريبة الموضوعة علي المقعد الخلفي لسيارته.

من فرط انفعال فريد وتفكيره في ابنه الراقد في المستشفي بين الحياة والموت لم ينتبه الي كمين الشرطة القابع في طريقه ليصطدم بأحد ضباط الشرطة ويكسر أحد الحواجز وهو ينطلق بأقصي سرعة متجها الي المستشفي التي يرقد بها ابنه يصارع الموت بعد مسافة ليست بالقليلة يفاجأ فريد برطل من سيارات الشرطة وحواجز كثيرة تسد عليه الطريق فيضطر للوقوف رغما عنه .

فوجيء فريد بسؤال موجه له من أحد الضباط وهو يفتح الحقيبة الغريبة الموضوعة معه في السيارة : ايه ده

ألجمت المفاجأة فريد وهو ينظر الي أكياس الهيروين داخل الحقيبة وأنكر بشدة معرفته لهذه الحقيبة أو هذه الأشياء داخلها .

أثناء تحقيق النيابة معه فوجيء بعدة تهم موجهه له بقتل أحد ضباط الشرطة ومقاومة السلطات والاتجار في المواد المخدرة لينتهي به الأمر في ساحة المحكمة بالحكم عليه بالأعدام شنقا علي جريمة لم يرتكبها ولا يعرف عنها شيء ولكنه قصاص الله العادل علي جريمة عمرها عشرين سنة مات ضحيتها آلاف الشباب .

نظر اليه الضابط المسؤول عن تنفيذ الحكم بعدم اهتمام كمن اعتاد سماع مثل هذه الأشياء ممن حكم عليهم بالأعدام  طوال  مدة عمله في هذا المكان ثم التفت الي الجندي المكلف بالتنفيذ وقال بحزم : نفذ الحكم .



  

 

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق