القائمة الرئيسية

الصفحات

 

حب في الباطنية – الفصل السابع


حب في الباطنية – صلاح زكي

قبل العملية أحمد يجلس جوار سحر مطمئنا لها ويقول : اطمني كل حاجة اتجهزت والحمد لله وعلي فكرة أنا سجلت في الورق انك أختي غير الشقيقة لاستكمال الاجراءات فتنظر له سحر بوهن ولا ترد

يرافق أحمد سحر حتي أقرب مكان مسموح به من غرفة العمليات ويظل خارج الغرفة في قلق وخوف علي سحر حتي تنتهي العملية وتخرج سحر مغمي عليها فينظر لها أحمد في شفقة وحزن ثم يتوجه بالكلام للطبيب : طمني يا دكتور ايه الأخبار

فيرد الطبيب :  اطمأن الحمد لله كله تمام وان شاء الله يوم أو يومين وتخرج معاك

خلال اليومين يجلس أحمد مع سحر ولا يتركها الا أقل القليل في وقت النوم أو تغيير الممرضة علي الجرح

أحمد يحاول اقناع سحر أن تأكل : لازم تأكلي كويس ده كلام الدكتور علشان تخفي بسرعة

ترد سحر بتعب : مش قادرة خالص اي أكل حاسه ممكن أرجعه

ياخذ أحمد قطعة لحم ويضعها في فم  سحر فتاخذها منه بامتنان وتبتسم له وتقول : كده هتعودني علي الدلع ومش هتقدر بعد كده عليه

فيرد عليها بحب : بس تخفي ان شاء الله وادلعي بعد كده براحتك فيضحك الاثنان وكلامنهم ينظر الي الآخر بحب

خلال فترة اقامة سحر في المستشفي أحمد يحاول أن يخفف عن سحر وحدتها وينسيها مشكلتها مع أخوها والمعلم سليم  ويمر الوقت وينتهي اليومين وتخرج سحر من المستشفي ولا يتركها أحمد حتي يطمأن عليها وكل يوم يتصل بها ويذهب ليقابلها في استقبال بيت الطالبات لأنه ممنوع  الصعود لغرفتها حسب تعليمات ولوائح بيت المغتربات

سحر تقول لأحمد : انت اجزتك من الشغل طالت ولازم ترجع شغلك وأنا الحمد لله كويسة متقلقش عليه

احمد : أنا مقدرش اسيبك لوحدك وعقلي هيفضل مشغول  لو رجعت اسكندرية

سحر : أنا مليش حد غيرك بس لازم ترجع شغلك علشان ميحصلش معاك مشكلة وخصوصا أنت لسه جديد في الشغل ومش عاوزه يتاخد عنك انطباع سيء في بداية حياتك ولو فيه حاجة هتصل بيك

أحمد بعد تفكير : ان شاء الله هسافر اليوم بالليل علشان اكون في الشغل الصبح ويوم الخميس هرجع وأكون عندك

فتقول سحر بخجل شديد وهي تنظر للأرض : هتوحشني

فيرد أحمد : انتي هتفضلي دايما كده تبصي للأرض كل ما تكلميني يا خوفي بعد الجواز تفضلي تبصي في الأرض وتتكسفي تبصيلي.

سحر بحياء شديد : مع السلامة علشان متتأخرش وتلحق تنام شوية قبل موعد شغلك

أحمد : مع السلامة

        ..............................................................................................

حب في الباطنية – صلاح زكي

يحاول أحمد خلال فترة وجوده بالقاهرة أن يقضي اليوم كله مع سحر يخفف عنها  وحدتها وعندما يحين الليل يعود الي شقته بالباطنية لينام فيها وكان حريص علي أن يتسكع قليلا في الشوارع  لعله يسمع اي كلام بخصوص سالم أخو سحر أو موضوع هروب سحر من أخوها  وفي مرة وجد سالم يتكلم بانفعال في التليفون  فتظاهر أحمد بشراء بعض الأغراض من المحل القريب من مكان سالم  وسمعه وهو يتكلم قائلا : يا معلم اطمن أنا وعدتك ووعد الحر دين عليه  سحر لازم تكون من نصيبك أنا وعدتك

ويسكت سالم ليسمع كلام المعلم سليم علي الجانب الآخر ثم يرد عليه أنا عرفت موعد امتحانات مقصوفة الرقبة ده ولازم تخرج من المكان اللي مستخبية فيه علشان تروح الامتحانات وساعتها أنا والرجالة  نكون مستنينها حول أبواب الكلية ونخطفها ونتمم الجوازة علي خير

ويسكت سالم ليستمع لكلام المعلم سليم ثم يرد : حاضر يا معلم اطمن وراك رجالة

وينهي المكالمة ويلتفت الي أحمد الذي انهمك في شراء بعض الأغراض بعد سماع المكالمة  ويتكلم سالم بصوت مرتفع كعادته  قائلا : ايه  يا باشمهندس انت من يوم تخرجك من كلية الهندسة ومحدش بيشوفك

فيرد عليه أحمد باسلوب مهذب : الظروف تحكم انت عارف اني في شغل جديد ولازم ياخد معظم وقتي  صدقني معنديش وقت خالص وانت عامل ايه وأختك سحر عامله ايه أنا عرفت أنها دخلت الجامعة

حب في الباطنية – صلاح زكي

فيرد سالم بغضب : ربنا ياخدها حطت راسي في الوحل أنا لازم أشرب من دمها

فيتظاهر أحمد بعدم الفهم قائلا : فهمني حصل ايه خير ان شاء الله

فلا يرد عليه سالم وينصرف بقلة ذوق كعادته تاركا أحمد يفكر بجدية في المكالمة الي سمعها بين سالم وسليم

تعليقات